خصائص الثقافة السودانية
توجد عدة مؤثرات تحدد خصائص الثقافة السودانية منها

1/ الثقافة القبلية و اللغوية :

تؤثر الثقافة القبلية بشكل كبير على غالبية أهل السودان حيث يتداخل في أغلب الممارسات اليومية والاجتماعية و الزواج بحيث يكون للخلفية القبلية الأولية في هذه العادات الاجتماعية ويزيد الاهتمام بالمسائل المتعلقة بالعادات القبلية في المجتمعات الريفية كما تتوافق العادات و التقاليد بشكل كبير بين القبائل السودانية الشمالية الرئيسية(النوبة "حلفا ويين و محس و سكوت و دناقلة" و الشايقية و الجعلية و الشكرية )و سكان أواسط السودان بالرغم من أن النوبة ليسوا عربا في الأساس و يرجع ذلك للاختلاط الذي تم بين هذه القبائل على مر العصور

2/ الثقافة العربية الإسلامية :

تفتخر أغلب قبائل أواسط وشمال السودان بانتسابها للثقافة العربية الإسلامية ، بينما يقل هذا الشعور في اقاصى البلاد مثل جنوب السودان و مناطق النيل الأزرق وغرب السودان وقطاعات من شمال السودان خصوصا المناطق التي لا تتحدث اللغة العربية إلا كلغة ثانية وتلعب الثقافة العربية والإسلامية دورا هاما ورئيسيا في العادات اليومية و الأعراف و التقاليد التي لا تختلف كثيرا عن العادات السائدة في أغلب الدول العربية و كان السودان في أواخر القرن ال 19 مقصد طلاب العلوم الإسلامية لكثرة الشيوخ والخلاوى التي اشتهرت على مدى قرون بتحفيظ القرآن الكريم وعلومه

3/ أثر نهر النيل في الثقافة السودانية :

يمثل نهر النيل الرابط الحقيقي لغالبية قبائل السودان حيث يقطن غالبية أهل السودان حوض نهر النيل الذي يمتد من أقصى الجنوب لأقصى الشمال مضيفا لمسة ثقافية خاصة لكل قبيلة يمر بأرضها فنجد الأغاني الشعبية التي تدور حو نهر النيل و الفيضان والتي تعكس جزء أساسي من الثقافة السودانية كل ذلك جعل من الثقافة السودانية ثقافة هجين فالموقع الجغرافي المتميز الإفريقي-العربي وتعدد الأعراق واللغات والديانات والنشاطات الاقتصادية جعلت الثقافة السودانية ثقافة مركبة اى ثقافة هجينة ذات سمات وملامح افريقية وأخرى عربية إسلامية ومسيحية فهي ثقافة تختلف وتتباين في مظهرها لكنها تتحد وتأتلف في جوهرها وتتجلى هذه الوحدة التواثقية وذلك الاختلاف التبايني في اشكال المأثورات الشعبية المنبثقة منها والمعبرة عنها والدالة عليها والتي تحوى في باطنها صور متفاوتة وانماط متنوعة من السمات والملامح الافريقية التى تثرى الحياة الثقافية في السودان

وهناك عدة عناصر ومكونات للثقافة السودانية

1/ الموقع الجغرافي:

تحيط بالسودان مجموعة تسع دول اافريقية بالاضافة الى اليمن والمملكة العربية السعودية اللتان يفصل بينه وبينهما البحر الاحمر وقد اتاح هذا الموقع الوسطى للسودان قيام روابط تاريخية بينه وبين شعوب الجوار وروابط تاريخية قديمة تجسدت في مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية و بالتالي فقد انتقلت الى السودان او منه الى تلك الدول الكثير من المظاهر والسمات الحضارية والثقافية كما ظل السودان يستقبل هجرات بشرية فردية حيناً وجماعية حيناً آخر على مدى التاريخ وتمازجت تلك العناصر المهاجرة اليه مع سكانه المحليين ونتج عن ذلك التركيبة الاثنية والثقافية التي ينعم بها السودان

2 /البيئة الطبيعية:

تشمل التكوين الإيكولوجي والواقع الطبغرافي من تربة ومناخ واثرها على حركة السكان ونشاطاتهم الاقتصادية والتي تتجه وتتدرج وفقاً لتدرج المناخ وخصوبة التربة وتكويناتها الجيولوجية وتبعاً لذلك يتم تصنيف البيئات الثقافية في السودان من حيث التهيؤ الاستيطاني وتوفر ظروف الاستقرار او التنقل وتتكون ارض السودان من سهول منبسطة في الشمال ذات مناخ متدرج من صحراوي في اقصى الشمال الى سافنا غنية وغابات استوائية في اقصى الجنوب ويتدرج القطاع النباتي من حيث الكثافة وفقاً لتدرج المناخ هذا بجانب وجود المرتفعات الجبلية المتفرقة ابرزها سلسلة جبال البحر الاحمر واركويت في الشرق وجبل مرة في الغرب والاماتونج في الجنوب كما يحتل السودان اكبر جزء من حوض نهر النيل بفرعيه الكبيرين الازرق والابيض والانهر الفرعية الاخرى اضافة الى المياه الجوفية ومخزون الثروة المعدنية والحرارية في مناطق التنقيب والقطن

3/ التركيبة السكانية:
تتكون التركيبة الاثنية السودانية من عنصرين رئيسيين هما العنصر المحلي الافريقي الزنجي والعنصر العربي الوافد ووفقاً لدرجة الانصهار والتمازج العرقي بينهما تبدو الغلبة ظاهرة لاي منهما بالتالي فان التركيبة السكانية لشعب السودان اصبحت توصف بانها ذات طابع هجين «افريقي-عربي» وظل هذان العنصران في حالة تأثير وتأثر مستمر فيما بينهما، الامر الذي جعل القومية السودانية ما تزال في طور التكوين


4/ اللغة:


السودان كبلد افريقي وكدولة عربية وبحكم تعدد العناصر البشرية المكونة لتركيبته الاثنية سواء الافريقية منها او العربية تتخذ اللغة وضعاً مميزاً اذا اخذنا في الاعتبار ان سكانه الاصليين كانوا يتحدثون لغات عديدة الا انه بعد ان استقبل الهجرات العربية التي وفدت اليه قبل وبعد الاسلام وفي مجموعات كبيرة فقد تداخلت اللغة العربية مع اللغات المحلية وافرزت العديد من اللهجات العربية التي تختلف من منطقة لاخرى ومن قطاع سكاني لآخر وفقاً لدرجة وطبيعة التمازج بين اللغات الاصلية واللغة العربية


ويمكن تقسيم اللغة العربية في السودان وفقاً للهجات المتحدثة في مختلف بقاعه الى ثلاثة قطاعات :

القطاع الأول
يشمل المجموعات العربية التي لم تختلط كثيراً بالمحلية فهي التي حافظت على لسانها العربي كما هو

القطاع الثاني
يشمل المجموعات المحلية التي هجرت لغاتها الاصلية وبدأت تتحدث اللغة العربية بعد ان أدخلت فيها بعض المفردات من لغاتها الاصلية

القطاع الثالث
يتكون من المجموعات التي تتحدث لغاتها الاصلية بجانب اللغة العربية وتدخل بعضاً من مفردات لغاتها الى العربية او تأخذ من العربية الى لغاتها الاصلية
وقد ساهمت اللغة العربية في إثراء الثقافة السودانية بما نقلته اليها من ثقافة عربية تحمل فى طياتها ثقافات الشعوب التي احتكت بها في طريق هجرتها الى السودان ولقد شكلت هذه العناصر مجتمعة وبكل ما تحمله في طياتها من اوجه التباين والاختلاف الهجين المركب للثقافة السودانية المتمثل في مجمل اساليب حياة المجتمع التي تشمل القيم والرموز والاخلاق والسجايا والمعتقدات والمفاهيم والامثال والمعايير والتقاليد والاعراف والعادات ووسائل الانتاج وادواته التقنية والمهارات والخبرات التي يستعملها الانسان في تعامله مع بيئته وهي منبع المأثورات الشعبية
________________________________________________
إذاعة وادي النيل