إمكانية إقامة المزارع الرعوية للإبل في السودان الجزء الأول
الكاتب: اعداد أسامة الشيخ يس من قبل d.mohammedabedallah
المصدر: d.mohammedabedallah@facebook.com
أعدت هذه الدراسة لتسليط الضوء على مختلف النقاط الجوهرية لإقامة المزارع الرعوية للإبل السودانية وشملت الدراسة حجم الثروة الحيوانية في السودان ومنها الإبل وتطرقت لأهميتها الاقتصادية والاجتماعية واستعمالاتها محلياً وعالمياً وركزت الدراسة على لحومها وإمكانيات إنتاجها وخصائصها المميزة كما تطرقت لاستعمالاتها الأخرى.
وتطرقت الدراسة أيضاً إلي نظم الإنتاج المحلية والعالمية وإلى الاعتبارات الأساسية لوضع برامج لتنمية القطاع الرعوي للإبل السودانية وعرجت علي تجربة المزارع الرعوية في بعض بلاد العالم والتجربة السودانية فيها وألمحت الدراسة بما تسني لها من معلومات إلي أهمية وإمكانية أقامة المزارع الرعوية للإبل في السودان عن طريق دراسة بعض الإمكانية وسبل تطوير الكفاءة الإنتاجية للإبل وإنشاء مزارع خاصة بها وقد قدمت الدراسة بعض الأماكن المقترحة لقيام مزارع رعوية للإبل واقترحت أساليب إنتاجية محددة لكل منطقة وأشارت الدراسة الى أهمية أن تتبني جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع الاتحاد العام لرعاة السودان وبالتعاون مع أي جهات أخري محلية أو عالمية تتبني عمل دراسات جدوى فنية واقتصادية لتربية وإنتاج ومنتجات الإبل السودانية.
مقدمة:
أوردت التقارير العالمية أن 854 مليون شخصاً في العالم عانوا من الجوع وسوء التغذية في الفترة من 2001-2003م وأشار التقرير السنوي بشأن الغذاء الذي أصدرته منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) أن 820 مليون شخصاً يحصلون على أقل من 1900 وحدة حرارية يومياً لذات الفترة وكانت قمة روما 1996 قد حددت هدفاً بأن يكون العام 2015 عاماً لخفض الجوع للنصف وذلك بخفض عدد الجوعى إلى 412 مليون وحذرت بأن الوضع في إفريقيا جنوب الصحراء سيكون الأكثر تأثراً حيث يرتفع عدد الذين يعانون من سوء التغذية فيه.
ورغم أن السودان يقع في إفريقيا جنوب الصحراء إلا أن إمكانياته الغذائية النباتية والحيوانية المتاحة تفوق احتياجاته بل وتتعداها لتمتد إلى الوطن العربي بأكمله ومعظم الأقطار الإفريقية النامية.
في تقرير أعدته منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) في العام 1978م جاء وضع السودان وكندا واستراليا في مقدمة البلاد التي توفر الغذاء للعديد من بلاد العالم في العام 2000م بل سمي السودان سلة غذاء العالم مما يؤكد الإمكانيات الواسعة للسودان من ثروته الحيوانية والنباتية إذا أحسن استغلالها.
ويحتل السودان المرتبة الأولى بين الدول العربية من حيث حجم الثروة الحيوانية ويمتلك 70% من الأبقار في الوطن العربي و31% من الأغنام و49% من الماعز و25% من الإبل، ويسهم السودان بحوالي 43% من إنتاج اللحوم الحمراء وهو مرشح لسد فجوة غذاء العالم العربي والإفريقي من هذه السلعة المهمة حيث يضم 16% من تعداد الإبل وحيدة السنام في العالم و20% من تعداد الإبل في أفريقيا و18% من الكتلة الحيوية في السودان والتي تنمو بمعدلات 0.6-0.7% في العام (وزارة الثروة والحيوانية والسمكية 2005).
ولأهمية الإبل السودانية فقد أعد المركز العربي للمناطق الجافة والأراضي القاحلة بالتعاون مع وزارة الثروة الحيوانية بجمهورية السودان أعد دراسة الإبل السودانية في العام 2000 التي شملت نظم الإنتاج للإبل السودانية وتقيم الأداء الإنتاجي والاقتصادي واقترحت الدراسة العديد من المعالجات للمشاكل التي تتعرض لها الإبل ومربوها.
أهداف المزارع الرعوية:
1- استقرار عملية الإنتاج والخروج من دوامة تقلب المناخ.
2- سهولة التحكم في الإنتاج كماً ونوعاً وزيادة معدلات النمو.
3- الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية والإنتاجية.
4- حفظ التوازن البيئي.
5- الرقي الإنتاجي عن طريق تحسين النسل.
6- إمكانية إدخال واستعمال التقنيات الحديثة والمتطورة.
7- تحويل المجتمع الرعوي من الاقتصاد المعيشي للاقتصاد الإنتاجي.
8- إحداث نقلات اجتماعية واقتصادية ايجابية في المجتمع الرعوي.
الأهمية الاقتصادية والاجتماعية للإبل:
للإبل أهمية اجتماعية واقتصادية كبرى لدى مربيها ومالكيها في المناطق الجافة وشبه الجافة فهي رمز الثراء والتميز الاجتماعي في المناطق الجافة وشبه الجافة وهي رائدة الاستعمالات في المناسبات الاجتماعية حلوها ومرها وفي الديات وفي التراث وهي مصدر الإعاشة الرئيس لهذه المجتمعات والداعم الرئيس لاقتصادياتهم وتلعب دوراً رئيسياً في تحقيق التنمية في هذه المناطق تحت ظروف بيئية لا تستطيع الحيوانات المزرعية الأخرى العيش والإنتاج في ظروفها الفقيرة النبات الشحيحة المياه القاسية المناخ.
للإبل العديد من الاستعمالات والاستخدامات التي تشمل نقل الأمتعة وحمل الأثقال ومثل هذه الأنواع تتميز بكبر حجمها وقدرتها على حمل ما يتراوح ما بين 150-300 كيلو جرام وتقطع بها مسافة سير 25 كيلو متراً يومياً ولعدة أسابيع.
وتستخدم الإبل التي تتميز بصغر الحجم والرشاقة للركوب وتستطيع حمل راكب بأمتعته بما يعادل 50كيلو جراماً وزناً مع السير بها لمسافة 50كيلو متراً يومياً ولعدة أيام.
تستخدم الإبل كمصدر للحوم وبأهمية خاصة في مناطق تربيتها وبيئاتها ومواصفات لحومها تتشابه مع لحوم الأبقار في المذاق والمظهر والدهون والبروتين وإن كانت أليافها أكثر خشونة مع تقدم العمر (الصانع 1983).
أورد يس (1990Yassin ) أن المساحة الرعوية المتاحة في السودان حوالي 61% من المساحة الكلية للسودان وأن 41% منها في الأراضي الجافة وشبه الجافة وأن الإبل تتحرك فيها موسمياً بين خطي 11.5- 19.5درجة شمالاً وتحد تحركاتها جنوباً نسبة أمطار 400 مليميتر في العام. كما أوردت ذات الدراسة العديد من المعايير الفسيولوجية التي تساعد الإبل على التأقلم على هذه البيئات.
أوردت دراسة أخري (يس وإدريس، 1998)، حول الإبل السودانية في القرن الحادي والعشرين أن نسبة الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء بما فيها الإبل كانت 72% عام 1985م وكان متوقع انخفاضها إلى 57% في العام 2000م مما كان يستلزم تغطية هذه الفجوة و لحوم الإبل تقدم أحسن البدائل خاصة مع تناقص المساحات العلفية المتاحة للثروة الحيوانية وارتفاع التكلفة وتدني مصادر المياه مما يستوجب الاهتمام بالقدرات الإنتاجية للإبل علماً بان المعلومة العلمية التطبيقية في رعاية وتربية وتغذية وإنتاج وتصنيع منتجات الإبل ما زالت قاصرة ومحدودة بقدر كبير، مما يحتم ويتطلب تأصيل السلالات ومواصفاتها وتحديد مقدراتها الإنتاجية ومقنناتها الغذائية الكمية والنوعية ودراسة اقتصاديات تربيتها تحت الظروف الطبيعية والمحسنة.
وقد أشار الصانع(1983)، إلى أن الناقة في ظروف التغذية الجيدة تنتج 2700-3000 لتراً من الحليب في العام وقد وجد أن التركيب الكيمائي لألبان النوق يختلف باختلاف المرعي ونوعية الأعشاب التي ترعى عليها الإبل إضافة إلى أن نسب التركيب تختلف تبعاً للعمر وكلما تفاوتت المجموعات العمرية تفاوتت المكونات.
حوالي نصف مساحة السودان صحراء وشبه صحراء وهي لا تصلح لتربية الحيوانات المزرعية غير الإبل إضافة إلى أن فترات الجفاف والتصحر أدت إلى فاقد كبير في المرعى مما كان وما زال مهدداً كبيراً للثروة الحيوانية ما عدا الإبل لصفاتها التشريحية والفسيولوجية والمورفولوجية المميزة التي تمكنها من الإنتاج في ظل ظروف قاسية كهذه.
يمتلك السودان والصومال 70% من تعداد الإبل في إفريقيا أي حوالي 9 مليون رأساً بينها حوالي 4 مليون رأساً في السودان ولكن كل هذا العدد يعتبر فاقداً اقتصادياً ويعزى ذلك لعدم استغلال هذا الكم الهائل الاستغلال الأمثل اقتصادياً ربما لعدم إعطائها الاهتمام الكافي في استراتيجيات الدولة التنموية (مختار ويس 1999) ويطلق على الإبل "اللحم المتحرك على الخف" حيث تستطيع أن تتحرك من مناطق الإنتاج إلى مناطق الاستهلاك دون أن تتعرض لأي نقص يذكر في الوزن.
تمتلك الإبل إمكانيات كبيرة لإنتاج اللحوم ويمكن إقامة مشروعات لتسمين الإبل في تكامل مع الإنتاج الزراعي (يس وحسن 1994) وتستطيع الإبل تحقيق زيادة وزنية يومية قدرها 1-1.5كجم في اليوم وقد تجد سوقاً رابحاً إذا أمكن التغلب على عدم إقبال المربين على بيع حيوانات صغيرة السن ذات القابلية للتسمين.
الإبل تلعب دوراً مهماً في حياة مربيها البدو ويرتبط هذا القطاع بنظم اجتماعية واقتصادية معقدة لابد من الإلمام بها ومعرفتها قبل وضع برامج لتنمية وتطوير هذا القطاع التقليدي المهم وتشمل تلك النظم تراكيب القطعان وأحجامها بالجنس والعمر ونظم تربية ورعاية الإبل والترحال الموسمي، ودور الأسرة في رعاية الإبل وتكامل تربية الإبل مع الحيوانات الأخرى ودور الإبل في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمربين وأهم المشاكل التي تواجههم.
ونظراً لطبيعة تنقل الإبل من مكان لآخر وعدم الاستقرار في مكان واحد فإنها تعتبر من الحيوانات القلائل التي تصاب بالأمراض، وأهم أمراضها الديدان والطفيليات الداخلية والخارجية والجرب والقراع والنعيتة ( 1993 Agab ).
وفي دراسة للاتاسي (1996) تحدث عن بدائل لمواجهة أزمة مرض جنون البقر وأشار إلى أن البديل للأبقار يمكن أن يكون حيوان الإبل لما يتميز به من صفات لإنتاج اللحم والحليب.
الإبل هي الحيوانات الأفضل بين الحيوانات المزرعية في مقاومة الجفاف وشح العلف وتحمل العطش وفوق ذلك إنتاج بروتين حيواني عالي القيمة الغذائية تحت هذه الظروف وهي الأكفأ ضمن حيوانات البادية في المحافظة على المرعى من التدهور والرعي الجائر لسلوكها الرعوي الخاص والمتميز بعدم التركيز والتمركز في منطقة واحدة و رعيها لجزء دون آخر من النبات وهي المؤهلة بصورة أكبر لتحويل النباتات الشوكية إلى منتجات حيوانية غنية بقيمتها الغذائية.
وتنتج النوق كميات غزيرة من الحليب مقارنة مع نظائرها من إناث الحيوانات التي تعيش معها في المناطق الصحراوية الجافة وشبه الجافة ويحتوي حليب الإبل مركبات أخرى ذات طبيعة بروتينية كمضادات للتخثر ومضادات للتسمم، ومضادات للجراثيم. مما يسمح بحفظ الحليب لفترة من الزمن تحت ظروف صحراوية ذات حرارة عالية كاتاريا وآخرون ( 2004 Kataria et al.) واقارويل وآخرون (2005Agrawel et al.,).
يتميز لحم الإبل بانخفاض محتواه من الدهن وارتفاع نسبة الماء فيه والبروتين وتقدر نسبته بـ 19% تقريباً هذا بالإضافة إلى العديد من العناصر المعدنية ويعتقد أن له السجادية التي تقلل من أمراض القلب لافتقاره النسبي للأحماض الدهنية المشبعة.
ويمتاز وبر الإبل بخفته ومتانته وقلة توصيله للحرارة ولونه الطبيعي المرغوب ويعتبر وبر الإبل اقتصادياً من القدم حيث يستعمل في صناعة العباءات البدوية وبعض أنواع السجاد.
أورد السماني وآخرون (1995) أنه في بعض مناطق السودان يسود رعي الحيوان الاقتصاد المحلي كما في أجزاء كبيرة من ولاية البحر الأحمر وأرض البطانة والأجزاء الشمالية من ولايات كردفان ودارفور حيث تنتشر مجموعات الأبالة وتسود تربية الحيوان بأنماط متنقلة وأنماط مستقرة وعلى الشريط النيلي في شمال السودان حيث الزراعة المروية والمشاريع الزراعية الكبرى وفي مشاريع السكر والطلمبات وفي مناطق الزراعة الآلية وأراضي الغابات.
ولمسألة الانتشار هذه والقوة المعاكسة إفرازات ناتجة عن تضارب مصالح الرعويين ومنهم الأبالة والنظم الإنتاجية الأخرى رغم أن مناطق الإبل معظمها بعيدة ولها خصائصها المميزة. بيد أنه لا تتوفر معلومات كافية عن العائد من اقتصاد الرعي مقارنة مع أنماط الاقتصاد الريفي الأخرى وقد تضاءلت قاعدة الموارد الطبيعية التي يرتكز عليها الاقتصاد الرعوي بسبب التقلبات التي حدثت للبيئة فالأحزمة النباتية والتنوع الإحيائي وطاقة الموارد تغيرت كثيراً عن بدايات القرن مما يتطلب تغييراً لفلسفة استخدام الأراضي.
لتنمية القطاع الرعوي لابد من وضع خرائط استثمارية ولائية تتطابق مع الخرائط الاستثمارية القومية ومع دراسة أنماط ونظم الاستثمار المشترك للموارد وقيام وحدات إرشادية لتنمية الموارد بوسائل مبسطة وقليلة التكلفة ومساعدة الرعويين تنظيمياً وفنياً على صياغة برامج قاعدية يشركوا في وضعها وفي وضع أسبقياتها وتنفيذها كمستهدفين منها مع حفز التنظيمات الرعوية لإيجاد مصادر تمويل ذاتية وإنشاء صناديق ومؤسسات مصرفية تزاوج بين ماليتها وما تقدمه من برامج التنمية الرعوية.
لتنقل الرعاة بحيواناتهم بحثاً عن الماء والكلأ أو فراراً من بعض الأمراض والحشرات الضارة آثار سالبة على نمو الحيوانات وخصوبتها وإنتاجها حيث تصل الإبل وزن التسويق في عمر 4-5 سنوات بالإضافة لتأثير السير لمسافات طويلة على طراوة ونوعية اللحوم المنتجة منها مما يؤكد أهمية قيام وإنشاء المزارع الرعوية لإنتاج لحوم الإبل بجودة تناسب ذوق وطلب المستهلك (سيد احمد وآخرون، 1993).
تنمية منتجات الإبل وتطوير إنتاجها: إن جوهر مشكلة تنمية وتطوير إنتاج ومنتجات الإبل هو السعي لتطوير مفردات هذه البيئة بنقل التقانات المناسبة دون إحداث تغيرات في مصيرها لاستيعابها بالإضافة إلي تجاوز مشاكل ومعوقات كثيرة ناتجة من عدة عوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية متداخلة ومتفاعلة تجعل القطاع الرعوي أكثر تعرضاً للفقر والآثار السلبية للجفاف والحروب الأهلية وعدم الاستقرار الأمني والتدهور البيئي.
تقابل برامج التنمية الموجهة للقطاع الرعوي صعوبة توفر الاعتمادات المالية لبرامج إدارة وتحسين المراعي وتعتبر التنمية الرعوية ذات أولوية متدنية لدى الأجهزة التي تعد وتجيز موازنات الدولة ويعزى ذلك إلى أن العائد من هذه الموارد غير مباشر وذلك ربما للجوء بعض المخططين للمعادلات السهلة دون التعمق في فهم طبيعة المجتمعات الرعوية والبدوية وقد وجهت بعض برامج التنمية جهدها لتحسين المورد بتطبيق تداخلات وتقنيات دون المعرفة الكافية بالنواحي الاجتماعية ونظم استخدامات الأراضي التي تسبب التدهور هذا بالإضافة إلى النظرة الدونية للنظام الرعوي وتجاهل الكثير من برامج التنمية لهذه المجموعات التي تتمتع برصيد مقدر من المعرفة والحكمة للتعامل مع مواردها وبيئاتها. أدى كل ذلك إلى فشل التدخلات التي استهدفت مساعدة الرعاة وتحسين مواردهم حيث أن معظم هذه التداخلات صممت على أساس مجتمعات مستقرة بينما يحتاج نظام الإنتاج الرعوي إلى برامج تصمم لمجتمعات ونظم إنتاج يغلب عليها الترحال مع وضع الاهتمام لمشاركة الرعويين ومساهمتهم الفاعلة في البرامج الموجهة لمناطقهم وبعد استشارتهم وتحديد مشاركتهم ومسئولياتهم تجاه البرامج الموجهة لخدمتهم. ذلك يتطلب إجراء بحوث اجتماعية واقتصادية لتحديد العوامل السائدة في المجتمعات المستهدفة والتي تؤثر في الموارد واستغلالها وعلى رعاية الحيوان ومعرفة الجوانب الثقافية والاجتماعية المرتبطة بإدخال تقانات جديدة بديلة للتقليدية السائدة والتعرف على وجهة المنتج وتوفر الموارد والنظام الذي يتبعه والمعوقات التي تقابله هامة لتصميم برامج إرشادية فعالة لمعالجة الحاجات الضرورية الملحة وحل المشاكل التي تعترض المنتجين في الموارد العلفية ورعاية الحيوان ولتقوية مقدرات الكوادر المحلية على تفهم وتبني الممارسات السليمة لإدارة المرعى وتحسينها وضمان المساهمة الفعالة للمستفيدين.
الإستراتيجية القومية ربع القرنية لقطاع الثروة الحيوانية والسمكية:
ورد في تقرير " تقييم قطاع الثروة الحيوانية في العام2000" الآتي:
الاهتمام بتنمية وتطوير القطاع الرعوي التقليدي وإدخاله في دورة الاقتصاد لحماية حقوقه في المرعى وصيانته وعدم التغول عليه.
تعزيز بحوث الثروة الحيوانية التطبيقية وتحسين الجودة والمواصفات وربط مراكز بحوث الصحة والإنتاج الحيواني بالمجتمعات المحلية والرعوية والقطاع الخاص.
تقوية التنسيق بين وزارة الثروة الحيوانية والجهات القومية والولائية والمحلية ذات الصلة للاستفادة من مقدرات الثروة الحيوانية لتساعد في الأمن الغذائي والاستقرار والسلام.
كل ما ورد أعلاه يعزز ويقوي دور الاهتمام بالإبل في دائرة الاقتصاد القومي وأوردت الإستراتيجية ربع القرنية لقطاع الثروة الحيوانية والسمكية للفترة 2003-2027م أن الطلب يزداد على الأغذية ذات الأصل الحيواني مع زيادة عدد السكان ونمو قطاع الحضر ومعدل دخل الفرد الحقيقي ومستويات الأسعار، في حين أن المساحات المتاحة للرعي تتناقص بسرعة مما يزيد من الفجوة الغذائية ومما يستوجب استنباط نظم حديثة للتربية والإنتاج والبحث عن مصادر متجددة للتغذية وتشير الدلائل على إن قطاع الثروة الحيوانية والسمكية ينمو بسرعة تفوق نمو أي من القطاعات الأخرى وبحساب القيمة المضافة يتوقع بحلول العام 2020م أو قبله أن يكون الإنتاج الحيواني الأهم في القطاع الزراعي نظراً لما يتمتع به هذا القطاع من ديناميكية وحيوية حيث أطلق على هذه العملية الثورة الحيوانية Livestock Revolution)) وأهم مؤشرات هذه العملية يتلخص في:
الطلب السريع المتنامي على المنتجات الحيوانية في الدول النامية حيث تشير توقعات منظمة الزراعة والأغذية العالمية (الفاو) إلى مضاعفة استهلاك الفرد من اللحوم بحلول العام 2020.
تحول الإنتاج الحيواني من الاقتصاد المعيشي إلى الإنتاج التجاري المتكامل مع القطاعات الأخرى مع ملاحظة ضمور المساحات المتوفرة للرعي Land Shrinkage)) بسبب الضغط المتزايد عليها.
كل هذه المؤشرات تؤكد وتدعم تنمية وتطوير الإبل وإنتاجها ومنتجاتها.