**حوار الشاعر بيتاي ود الضو مع صحيفة كسلا**
شاعر أثبت نفسه وسط بحر ثقافي متلاطم الأمواج وأخترق بمفرداته كل الحواجز، شارك في عديد من المهرجانات الثقافية الوطنية والشعبية إنتشرت أغنياته ومساديره في الغزل العفيف والفخر وغني له معظم مطربي الفن الشعبي في بادية البطانة ووسط السودان، أنه الشاعر علي بدوي محمد الضو الملقب ب(علي بيتاي) إلتقته صحيفة (كسلا) وأجرت معه الحوار:
**من خلال الفيسبوك أدرت حواراً مع الشباب حول جماليات المفردة الشعرية في البطانة
**في ظل هذه المتغيرات تصعب مخاطبة الشباب بالمفردات القديمة.
**أنا برئ ممن يكرسون لإلصاق صفة التخلف والجهل والسذاجة بإنسان البطانة

أجري الحوار: يوسف عمارة أبوسن
**الميلاد والبطاقة الشخصية..علي بدوي محمد الضوء ولدت بمنطقة الصفية القديمة بالبطانة وحدث مولدي إبان زيارة للشيخ الداعية علي بيتاي موسس خلاوي همشكوريب ولهذا أسماني عمي محمد الفكي حمد بإسم (علي بيتاي).
**البدايات الشعريه.. وجودي وسط أسرة شاعرة هو ما أورثني حب الشعر والأدب ومن صغري حفظت أشعار عمي الشاعر علي بخيت والذي ساعدني وتنبأ بشاعريتي في عمر مبكر كان يغني وينسب مايقوله لي حتي عرف كل الناس أني شاعر قبل أن يكون لدي إنتاج خاص وبعدها حفظت لكثير من الشعراء منهم الشاعر حسن التوم الملقب بصريع الغرام وبعده الصادق ود الحلال وأحمد عوض الكريم وود الفكي حمد والشاعر الاديب الدكتور احمدمحمد حمد حسان
**موخراً لاحظنا لك وجوداً مكثفاً في المواقع الالكترونية وخاصة موقع الفيسبوك في ظل غياب غيرك من الشعراء الشباب في المنطقة، ما مرد هذه النقلة؟؟
أعتقدأن الفيسبوك هو وسيلة يمكن من خلالها أن تنشر الشعر بين الشباب خصوصاً بعد إندثار سوق الكاسيت وغياب الجلسات والمهرجانات الأدبية في البطانة وقد تمكنت من خلال موقع الفيسبوك من إكتساب قاعدة عريضة وسط قطاع الشباب ومحبي شعر البادية وفنها وقد أدرت حواراً مع الشباب حول جماليات المفردة الشعرية في البطانة، وواحدة من أسباب حرصي علي التواجد بموقع الفيسبوك هو هذه الطفرة الهائلة في إستخدام الانترنت ولأني لاحظت أن شعراء قلب البطانة بعيدين عن الإعلام أو مغيبين في ظل بروز أنصاف المواهب والذين يلهثون وراء الإعلام والاضواء.
**المفردة عند بيتاي هي مختلفة ومتجددة ولكنها مناسبة لذوقيات هذا الجيل هل وجدت معارضة من قبل الشعراء او المؤرخين؟؟
بالعكس وجدت هذه المفردات إشادة وقبول كل المهتمين بالأدب وبالرغم من أن الثبات علي هذه اللونية هو تحدي لكني وجدت أن هذا هو التميز الذي أصر علي التمسك به ، ومن جهة أخري فهناك مفردات كثيرة إنقرضت من قاموس شباب اليوم الذين تعايشوا مع مفردات هذا العصر وإختفت عنهم ثقافة (الحبوبات) التي تربينا عليها وتربي عليها آباؤنا، وإجتياح العولمة لكل المناطق بما في ذلك البطانة حتم ان تواكب المفردة هذا العصر لأنه في ظل هذه المتغيرات تصعب مخاطبة الشباب بالمفردات القديمة.
**هنالك أشياء دخيلة علي مجتمع البادية وأشياء غيرت من سلوكيات الناس هل تري هذا قد يبعد الأجيال الجديدة عن شعر الدوبيت والفخر والغزل العفيف؟؟
أفتكر أن جيل اليوم تغير كثيراً ولكن مازال الناس مرتبطتن بعاداتهم وتقاليدهم ويعتزون بتاريخهم ، والتراث موجود بقوة في كل المناسبات وفي ظل هذه التغيرات برغم الجفاف الثقافي الذي ينتظم المجتمعات ككل ما زال العربي أصيل في قيمه وتقاليده السمحة.
**كل فناني الربابة بمنطقة البطانة والجزيرة قد تغنوا بأشعارك في الغزل والحماسة ماذا أضاف ذلك لتجربتك وماذا أضاف لغناء الربابة؟؟
منذ العام 1998م تغني لي كبار مطربي البطانة الشعبيين وعلي رأسهم فرعون الطنبور محمد ربابة وجلال إدريس ود البطانة ، يوسف شكلوت، كرم بله، نايل ود الدود، سالم بخيت ، عبدالله ود دار الذين وودكباشي وكل هولاء لهم بصمتهم وإنتاجهم وقد أسعدني التعامل معهم وحققوا إنتشاراً لأغنياتي سواء كانت مواويل أو رميات أو أغاني كاملة أما عن إضافة كلماتي لهذا القطاع من الفنانين فانه قبل فترة من الزمن لم تكن الربابة آلة غناء وإنما كان الموجود يسمي (وتر صامت) ومنه البيساي والأندوب والجهني والمحجوزة وكان يوازي هذه الأشياء أنواع من الأداء وهي الشاشاي والنم والمربوق والدوبيت فحدثت نقلة نوعية دمجت الربابة مع النم وكان هنالك رواد في هذا المجال منهم عوض الكريم ود أبو لهب ، ود عرديب ، أب أحمد ود الشريقاوي ، ود البشير المهيدي وود الليب.
**أنتم كشعراء شباب ما دوركم في تحريك المشهد الثقافي في البطانة وعكس ثقافة أهل البادية للإعلام؟؟
للأسف الشديد من يسمون أنفسهم بشعراء البطانة من الشباب ذوي الحضور الكثيف في الإعلام خصموا من الرصيد الإبداعي للمنطقة لأنهم لم يقدموا إلا الوجه السلبي وسلبوا ذلك البريق الناصع والبصمة التي وضعها فطاحلة شعراء المنطقة أمثال الحاردلو وود ضحوية وأحمد عوض الكريم والصادق ود الحلال وأنا أبري نفسي مما يروجون له لأنهم يكرسون لإلصاق صفة التخلف والجهل والسذاجة بإنسان البطانة الذي عرف بسرعة البديهة ومكارم الأخلاق والحكمة وسعة البصيرة.
**كلمة أخيرة..
الشكر لأسرة تحرير صحيفة كسلا التي هي الوجه المشرق والمعبر الحقيقي عن إنسان الولاية وأتمني أن تشهد المنطقة مزيداً من التقدم والتنمية وأن يلتفت المسئولين إلي تراث المنطقة الغني وأن يولوا المبدعين مزيداً من الإهتمام والرعاية حتي يجد المبدع بيئه مهيئة ومشجعة لإظهار قدراته.