إستكمالاً لما بدأناه في الجزء الأول ، و قد توقفنا في عينة " الجبهة "

4- الخيرصان

بَرْق الخِيْرصَان الفِي السًحَابه بْشَلٍعْ
اسْهَر نُومِي زِيف رُهْبُو البِيِبِدي مْقلًعْ
السًبَب المِحَرك نَارْ قُلُوبنا تْوَلًعْ
سَمْحا ماشٍي بِي تُوب الدًلع مُتْدَلٍعْ


تمتاز عينة الخيرصان بكثرة بروقها وشدة رعودها المتوالية مع قلة أمطارها .
فكأن برقها يفرق السحب ويمنع تراكمها وبالتالي يمنع نزول الأمطار لذلك قال ود شوراني
(برق الخيرصان الفي السحابه بشلع) فهذا البرق لم يسبب له غير السهر. ومما يدهشه هذا البرد القارس الذي يجيء في الخريف وهذه السحب الكثيرة المتراكمة ولا شيء تجلبه غير البرد الشديد. وأشار إلي ذلك السحاب المتلبد الكثيف الرهبة لأنه كثيف مخيف فما أعجبه ان ينزل بردا لا مطرا.
"أسهر نومي زيف رهبة البيبدي مقلع"
وفي هذا البرد القارس والمياه الكثيرة التي تجبر الإنسان علي الدخول في أغطية الصوف السميكة إذا بمحبوبته تمشي بتوب "الدلع" وهو ثوب خفيف يشف ويصف غير عابئ ببرد الخريف ...غير عابئ بالناس... وفي غني عن الجميع فهو سيد نفسه يخاصم من يشاء ويصالح من يشاء دون اعتبار لشيء
سوي هواه ومزاجه وهذا هو السبب الذي يحرق قلوب الناس .

- الصرفة :


بَرْق الّصْرفَه شَالْ تِحْتَ السّحابَة وخَتّ
ذَكّرنيِ ليْ مَرَادتا لَيْ أَبَتْ تَتْغـــــــــــتىّ
ظَبْيَ البِى الجَزُو العَسّنْ سَدُوهِن شَتىّ
دِكْتُور عِلَتيِ اللي غيرهُ ما بْتَنْفَتــــــىّ


عجبا للدقة في المقارنة والتعبير البليغ والخيال الخصب والتفكير السليم والشاعرية الجبارة : "بَرْق الّصْرفَه شَالْ تِحْتَ السّحابَة وخَتّ" لاح البرق تحت السحابه فلم تستطع أن تغطيه رغم أنها كبيرة عظيمة إذا قيست به . وهذه الصورة مطابقة تماما لحبه لأنه لم يستطع اخفاءه رغم ما بذل من جهد "ذَكّرنيِ ليْ مَرَادتا لَيْ أَبَتْ تَتْغـــــــــــتىّ" فهو كالبرق تحت السحابة لا تستطيع السحابة أن تخفيه مهما عظمت .
هذا الرشأ "البي الجزو" الذي يرعي في كثيف القش الأخضر الرطب وسط مجموعة من الظباء " العَسّنْ سَدُوهِن شَتىّ" والسدو هو القطيع من الظباء والعسن هو المرعي أي شبع هذا القطيع حتى حلول فصل الشتاء من العشب الأخضر فهذا الظبي أي الرشأ بالنسبة لود شوراني دكتور علته "اللي غيرهُ ما بْتَنْفَتــــــىّ" فهو وحده الذي يعرف علته وبالتالي وحده الذي يعرف دواءه ولا أحد غيره .



6 - العوا :


هَوَا نَفَس العِوَا الَبًراقُو رَعَدُو يْصَيٍحْ
ذَكًرنيِ البِقْدِل وْفيِ مَشِيهُ بِمَيِــــــــحْ
يِشُوفَ رايُو الفَتَق جَرْحيِ الْ اكان مُقَيحْ
يِحْلم ولا يِكْتُل مَرًه وَاحْدَه يَرَيٍــــحْ


هذا المارد الجبار (العوا) تنفس فاذا بنفسه هواء بارد مشبع بالرطوبة متبعا بالبروق والرعود. وهذا النسيم ذكر ود شوراني بحبيبه صاحب الخطوات المتثاقلة المترنحة . فكل ما ترتاح له النفس يذكره براحة النفس الكبري ... بحبيبه الذي فتق جرحه الذي امتلأ بالصديد . ورغم ذلك فهو حبيبه راض برضائه "يِحْلم ولا يِكْتُل مَرًه وَاحْدَه يَرَيٍــــحْ" ...



7- السماك

في آخْر الّسماك ود عيني زَاد لِجليجو
وَالاَهُ الشّتا وَ عْقًبْ الخرِيف بي عٍريجو
فاقد لَعبة المريود وحالي لهيجو
سيفو الحاد حياتي خَتورة من دهّيجو



يظهر من دخول عينة "العوا" السابقة أن الأمطار أصبحت خفيفة لا يرجي منها بل ، بقيت آثار الخريف وهي نسمات باردة نتيجة وجود الماء علي سطح الأرض.
وعند دخول السماك وهي آخر عينة في فصل الخريف أصبح دخول الشتاء وشيكا وتقلبات الجو حقيقة ماثلة .. وتتغير وتتجدد حب وآلام شاعرنا بتغيير وتجدد الفصول. لذلك قال : "في آخر السماك" . وفي نهاية الخريف ود عيني زاد لجليجو وانتقل بعد ذلك ودخل فصل الشتاء .