تقديم: هذا هو الجزء الخامس و الأخير في مقال جون أودال المؤرخ البريطاني المتخصص في “الشأن السوداني” و المنشور في المجلة البريطانية “الدراسات السودانية” العدد 38 بتاريخ يوليو 2008 عن التاريخ المبكر لقبيلة الشكرية و عن زعمائها من “آل أبو سن”. في الأجزاء الأربعة الفائتة تحدث الكاتب عن تاريخ الشكرية المبكر و عن زعيمها شيخ عوض الكريم محمد الشهير بأبي علي (1775 – 1779) و من تلاه من آل أبو سن حتي الشيخ/ عوض الكريم أحمد و عن علاقته بالمهدية.
شيخ عوض الكريم أحمد و المهدية 1872 – 98:
تم بعد تعيين أحمد بيه أبو سن حاكما لسنار و الخرطوم في عام 1862/1279 تنصيب علي عوض الكريم، الأخ الأصغر لأحمد بيه كناظر للشكرية.
بعد فصل أحمد بيه ممتاز (الحاكم العام للخرطوم) من الخدمة في عام 1872/ 1289، تم تعيين عوض الكريم أحمد بيه أبو سن كمعاون للحاكم ثم أنعم عليه بالباشوية، و في 1874/ 1291 و عقب موت أخ أحمد بيه الأصغر علي عوض الكريم، فلقد صار علي أحمد (أخ عوض الكريم أحمد الأصغر) ناظرا لقبيلة الشكرية.
لم يكن أحمد ممتاز باشا ذا نفع كبير للشكرية إذ لم يفلح في حمل القبائل القاطنة علي ضفاف نهر أتبرا علي الهجرة نحو دلتا القاش. بيد أن الرجل كان شديد الإيمان بأهمية الزراعة و إستغلال أراضي النيل الأزرق لزراعة القطن في مناطق القضارف حيث قام في عام 1875/1292 بقيادة حكمدارية الخرطوم بشراء 1000 وحدة من القطن الخام لحلجه و إرساله لبربر. رغم أن سنوات 1872/1289 و 1875/1292 كانت شحيحة الأمطار، فلقد كانت سنوات السبعينات – علي وجه العموم- سنوات سمان للشكرية تزايدت فيها قطعان الحيوانات و ازدهرت الزراعة. قام الجنرال غوردون باشا حاكم عام السودان في احدي زياراته النادرة لشرق السودان في عام 1877/1294بمقابلة الناظر علي أحمد أبو سن في القضارف بعد أن التحق بركب غوردون – دون علمه- في موكبه المتجه لكسلا التي تبعد نحو مائة و عشرين ميلا.
بعد عامين علي استقالة غوردون باشا الأولي كحاكم عام السودان في سبتمبر من عام 1879/ 1296 كان المهدي قد استقر في جبل قدير بعد أن نجح في القضاء علي حملة حكومية أرسلت لمحاربته من فشودة. و في الفترة ما بين إزاحة خليفة غوردون باشا محمد رؤوف باشا ووصول عبد القادر حلمي باشا للخرطوم في مايو من عام 1882/1299 قام عوض الكريم باشا أبو سن من مقر اقامته في سنار بإظهار سلطته وولاءه للحكام فقام و برفقته أعداد كبيرة من فرسان الشكرية و نحو عشرين من أبناءه و أقربائه بالسير نحو جيجلر باشا المسيحي و الإنضمام لحملته. وصفهم جيجلر بأنه كانوا يرتدون “زي محاربي القرون الوسطي بدروعهم و خوذاتهم الحديدية”. نجحا معا في هزيمة التمرد المهدوي الذي هدد “ابو حراز”، و بذا أمنا سنار من هجوم جيش المهدي. بعد وصول عبد القادر باشا تخلي الشيخ عوض الكريم عن منصبه الحكومي و عاد لمواصلة مهامه كناظر للشكرية.
بعد سنوات قليلة من تلك الأحداث واجه الشكرية معضلة عظيمة أدت لإنقسام حاد في أوساط “آل أبو سن”، خاصة محمد و أحمد أبناء عوض الكريم أبو سن. بدأت ارهاصات الخلافات مع إستيلاء الحكم التركي في مصر علي السودان في 1821/1236. عززت هزيمة المهدي لحملة هكس باشا في الأبيض في نوفمبر 1883/1301 من قناعات الحكومة البريطانية بضرورة تعضيد الإنسحاب المصري من السودان، فلقد قرر غوردون إخلاء بربر في 12 فبراير 1884/1301 و الإعتراف بالمهدي كسلطان علي كردفان. كل ذلك كان مما شجع المهدي للتقدم نحو الخرطوم.
لم يكن عوض الكريم أبو سن في الخرطوم و علي أبو سن في رفاعة و عبد الله أبو سن في القضارف علي رأي واحد (ليس مؤكدا أن كان عبد الله هو الأخ الأصغر أو إبن عوض الكريم عبد الله أبو سن)، و لكن يقال أن انشقاق و لجوء عبد الله إلي المهدي في الأبيض كان برضا عوض الكريم باشا (و الذي عاد الآن لتولي نظارة قبيلته)، بل و بإيعاز منه! كان عبد الله أبو سن يري (و معه آخرين) أن انحيازه للمهدي سيوفر فرصة ذهبية للتفاوض و التسوية السلمية مع المهدي، و في ذات الوقت يبرر و يحافظ علي نظارة عوض الكريم أبو سن للشكرية و ولائه للحكومة المصرية و تعاونه مع خطط غوردون الرامية لإخلاء السودان.
أعلن غوردون بعد وصوله للخرطوم في فبراير من عام 1884/1301 عن “فرمان” الخديوي بخصوص إخلاء السودان و تعيين مجلس للأعيان لتولي إدارة البلاد. جرت محاولات لإقناع الشيخ عوض الكريم أبو سن بتولي رئاسة ذلك المجلس، بيد أن غوردون كان قد بعث برسالة تلغرافية لبريطانيا يشدد فيها علي أن الإختيار الأمثل لرئاسة ذلك المجلس هو الزبير باشا منصور رغم رفض الزبير (المقيم في مصر) لذلك العرض. كرر غوردون القول بأن الزبير هو “الوحيد الذي بمقدوره أن يحكم السودان و أن يظفر بقبول كل الناس”. يبدو أن غوردون لم يلق بالا (كما يزعم آل أبو سن) لمن كانوا يدعونه للجلاء عن البلاد فورا و تنصيب شيخ عوض الكريم حاكما، و الذي كان يؤمل في استسلام المهدي بوساطة اخيه عبد الله الذي انضم للمهدي في الأبيض، لا سيما و أن غوردون كان يعرف عوض الكريم منذ أيام كان “حكمدارا” في أعوام 1877- 79/ 1294-96. قد تكون “العجلة من الشيطان” بيد أن غوردون كان قد حزم أمره في من يراه صالحا لحكم السودان قبل وصوله الخرطوم. أصر غوردون علي إرجاع الزبير باشا لحكم السودان، بيد أن الحكومة البريطانية لم توافق علي رأيه و أعلمته بذلك في الثاني و العشرين من فبراير 1884/1301.
بعد نحو شهر من وصول غوردون للخرطوم قامت قوات المهدي بقطع طريق الهرب شمالا في حلفا، و أرسل المهدي نسيبه إلي قبائل النيل الأزرق للثورة و مهاجمة حامية المسلمية الحكومية. كانت تلك المنطقة من أقدم و أثري مناطق نفوذ الشكرية مما دفع بعوض الكريم ابو سن للتهديد بأنه إذا ما لم يقم غوردون بالإستجابة الفورية طلب قائد حامية المسلمية المصري و إرسال تعزيزات عاجلة لحاميته فإنه سوف يأخذ الأمر بيده و ينحاز مع قبيلته لجيش المهدي. و لم يكن وحده في ذلك الأمر، فلقد كان أبو سن يحظي بتأييد مجلس الأعيان. أرسلت بالفعل تعزيزات لحامية المسلمية بيد أن ذلك لم يمنع سقوطها بعد شهرين بعد أن استسلم قائدها المصري لجيش المهدية. كذلك استسلمت القضارف للأمير عبد الله عوض الكريم أبو سن، و تلي ذلك سقوط الخرطوم في أيدي القوات المهدية في السادس و العشرين من يناير 1885/ 1302. نجح شيخ عوض الكريم في الهرب في الوقت المناسب و لجأ إلي ريرة في البطانة، تاركا لأخيه الأصغر عبد الله أبو سن مهمة استسلام قبيلة الشكرية للمهدي. في الثاني و العشرين من يونيو من عام 1885/1302 توفي المهدي و خلفه عبد الله التعايشي. أمر الخليفة عبد الله بإستدعاء شيخ عوض الكريم باشا للعاصمة لتقديم فروض الولاء و الطاعة له، بيد أن عوض الكريم أعرض عن الإستجابة، فقام الخليفه بإعتقاله و حبسه في أمدرمان.، و ظل الشيخ سجينا إلي أن مات في 1886/1304.
أجبر الخليفة عبد الله الأمير المهدوي عبد الله أبو سن (الأخ الأصغر لعوض الكريم) علي البقاء مع عائلته الصغيرة في أمدرمان. غدت أرض الشكرية الغنية “سلة غذاء” الدولة المهدية، بينما خبا نجم القبيلة. عين الأمير عبد الله ملازما للأمير محمود ود أحمد في معركته ضد كتشنر في أتبرا و التي انتهت بإنتصار كتشنر في أبريل من عام 1898/ 1315. و خلافا لمصير قائده، فلقد نجح الأمير عبد الله أبو سن في الإنسحاب إلي القضارف حيث انضم لقائدها الأمير أحمد فضل و الذي واصل النضال ضد الغزاة حتي بعد استيلائهم علي أم درمان. بعد مقتل الخليفة عبد الله وجد عبد الله أبو سن نفسه في حل من ولائه للمهدية فأعلن استسلامه للمنتصرين في عام 1902/ 1320 واعترف به الحكم البريطاني المصري كناظر لقبيلة الشكرية. عند موته في 1923/1341 خلفه إبنه الأكبر عوض الكريم .
شيخ عوض الكريم أحمد و المهدية 1872 – 98:
تم بعد تعيين أحمد بيه أبو سن حاكما لسنار و الخرطوم في عام 1862/1279 تنصيب علي عوض الكريم، الأخ الأصغر لأحمد بيه كناظر للشكرية.
بعد فصل أحمد بيه ممتاز (الحاكم العام للخرطوم) من الخدمة في عام 1872/ 1289، تم تعيين عوض الكريم أحمد بيه أبو سن كمعاون للحاكم ثم أنعم عليه بالباشوية، و في 1874/ 1291 و عقب موت أخ أحمد بيه الأصغر علي عوض الكريم، فلقد صار علي أحمد (أخ عوض الكريم أحمد الأصغر) ناظرا لقبيلة الشكرية.
لم يكن أحمد ممتاز باشا ذا نفع كبير للشكرية إذ لم يفلح في حمل القبائل القاطنة علي ضفاف نهر أتبرا علي الهجرة نحو دلتا القاش. بيد أن الرجل كان شديد الإيمان بأهمية الزراعة و إستغلال أراضي النيل الأزرق لزراعة القطن في مناطق القضارف حيث قام في عام 1875/1292 بقيادة حكمدارية الخرطوم بشراء 1000 وحدة من القطن الخام لحلجه و إرساله لبربر. رغم أن سنوات 1872/1289 و 1875/1292 كانت شحيحة الأمطار، فلقد كانت سنوات السبعينات – علي وجه العموم- سنوات سمان للشكرية تزايدت فيها قطعان الحيوانات و ازدهرت الزراعة. قام الجنرال غوردون باشا حاكم عام السودان في احدي زياراته النادرة لشرق السودان في عام 1877/1294بمقابلة الناظر علي أحمد أبو سن في القضارف بعد أن التحق بركب غوردون – دون علمه- في موكبه المتجه لكسلا التي تبعد نحو مائة و عشرين ميلا.
بعد عامين علي استقالة غوردون باشا الأولي كحاكم عام السودان في سبتمبر من عام 1879/ 1296 كان المهدي قد استقر في جبل قدير بعد أن نجح في القضاء علي حملة حكومية أرسلت لمحاربته من فشودة. و في الفترة ما بين إزاحة خليفة غوردون باشا محمد رؤوف باشا ووصول عبد القادر حلمي باشا للخرطوم في مايو من عام 1882/1299 قام عوض الكريم باشا أبو سن من مقر اقامته في سنار بإظهار سلطته وولاءه للحكام فقام و برفقته أعداد كبيرة من فرسان الشكرية و نحو عشرين من أبناءه و أقربائه بالسير نحو جيجلر باشا المسيحي و الإنضمام لحملته. وصفهم جيجلر بأنه كانوا يرتدون “زي محاربي القرون الوسطي بدروعهم و خوذاتهم الحديدية”. نجحا معا في هزيمة التمرد المهدوي الذي هدد “ابو حراز”، و بذا أمنا سنار من هجوم جيش المهدي. بعد وصول عبد القادر باشا تخلي الشيخ عوض الكريم عن منصبه الحكومي و عاد لمواصلة مهامه كناظر للشكرية.
بعد سنوات قليلة من تلك الأحداث واجه الشكرية معضلة عظيمة أدت لإنقسام حاد في أوساط “آل أبو سن”، خاصة محمد و أحمد أبناء عوض الكريم أبو سن. بدأت ارهاصات الخلافات مع إستيلاء الحكم التركي في مصر علي السودان في 1821/1236. عززت هزيمة المهدي لحملة هكس باشا في الأبيض في نوفمبر 1883/1301 من قناعات الحكومة البريطانية بضرورة تعضيد الإنسحاب المصري من السودان، فلقد قرر غوردون إخلاء بربر في 12 فبراير 1884/1301 و الإعتراف بالمهدي كسلطان علي كردفان. كل ذلك كان مما شجع المهدي للتقدم نحو الخرطوم.
لم يكن عوض الكريم أبو سن في الخرطوم و علي أبو سن في رفاعة و عبد الله أبو سن في القضارف علي رأي واحد (ليس مؤكدا أن كان عبد الله هو الأخ الأصغر أو إبن عوض الكريم عبد الله أبو سن)، و لكن يقال أن انشقاق و لجوء عبد الله إلي المهدي في الأبيض كان برضا عوض الكريم باشا (و الذي عاد الآن لتولي نظارة قبيلته)، بل و بإيعاز منه! كان عبد الله أبو سن يري (و معه آخرين) أن انحيازه للمهدي سيوفر فرصة ذهبية للتفاوض و التسوية السلمية مع المهدي، و في ذات الوقت يبرر و يحافظ علي نظارة عوض الكريم أبو سن للشكرية و ولائه للحكومة المصرية و تعاونه مع خطط غوردون الرامية لإخلاء السودان.
أعلن غوردون بعد وصوله للخرطوم في فبراير من عام 1884/1301 عن “فرمان” الخديوي بخصوص إخلاء السودان و تعيين مجلس للأعيان لتولي إدارة البلاد. جرت محاولات لإقناع الشيخ عوض الكريم أبو سن بتولي رئاسة ذلك المجلس، بيد أن غوردون كان قد بعث برسالة تلغرافية لبريطانيا يشدد فيها علي أن الإختيار الأمثل لرئاسة ذلك المجلس هو الزبير باشا منصور رغم رفض الزبير (المقيم في مصر) لذلك العرض. كرر غوردون القول بأن الزبير هو “الوحيد الذي بمقدوره أن يحكم السودان و أن يظفر بقبول كل الناس”. يبدو أن غوردون لم يلق بالا (كما يزعم آل أبو سن) لمن كانوا يدعونه للجلاء عن البلاد فورا و تنصيب شيخ عوض الكريم حاكما، و الذي كان يؤمل في استسلام المهدي بوساطة اخيه عبد الله الذي انضم للمهدي في الأبيض، لا سيما و أن غوردون كان يعرف عوض الكريم منذ أيام كان “حكمدارا” في أعوام 1877- 79/ 1294-96. قد تكون “العجلة من الشيطان” بيد أن غوردون كان قد حزم أمره في من يراه صالحا لحكم السودان قبل وصوله الخرطوم. أصر غوردون علي إرجاع الزبير باشا لحكم السودان، بيد أن الحكومة البريطانية لم توافق علي رأيه و أعلمته بذلك في الثاني و العشرين من فبراير 1884/1301.
بعد نحو شهر من وصول غوردون للخرطوم قامت قوات المهدي بقطع طريق الهرب شمالا في حلفا، و أرسل المهدي نسيبه إلي قبائل النيل الأزرق للثورة و مهاجمة حامية المسلمية الحكومية. كانت تلك المنطقة من أقدم و أثري مناطق نفوذ الشكرية مما دفع بعوض الكريم ابو سن للتهديد بأنه إذا ما لم يقم غوردون بالإستجابة الفورية طلب قائد حامية المسلمية المصري و إرسال تعزيزات عاجلة لحاميته فإنه سوف يأخذ الأمر بيده و ينحاز مع قبيلته لجيش المهدي. و لم يكن وحده في ذلك الأمر، فلقد كان أبو سن يحظي بتأييد مجلس الأعيان. أرسلت بالفعل تعزيزات لحامية المسلمية بيد أن ذلك لم يمنع سقوطها بعد شهرين بعد أن استسلم قائدها المصري لجيش المهدية. كذلك استسلمت القضارف للأمير عبد الله عوض الكريم أبو سن، و تلي ذلك سقوط الخرطوم في أيدي القوات المهدية في السادس و العشرين من يناير 1885/ 1302. نجح شيخ عوض الكريم في الهرب في الوقت المناسب و لجأ إلي ريرة في البطانة، تاركا لأخيه الأصغر عبد الله أبو سن مهمة استسلام قبيلة الشكرية للمهدي. في الثاني و العشرين من يونيو من عام 1885/1302 توفي المهدي و خلفه عبد الله التعايشي. أمر الخليفة عبد الله بإستدعاء شيخ عوض الكريم باشا للعاصمة لتقديم فروض الولاء و الطاعة له، بيد أن عوض الكريم أعرض عن الإستجابة، فقام الخليفه بإعتقاله و حبسه في أمدرمان.، و ظل الشيخ سجينا إلي أن مات في 1886/1304.
أجبر الخليفة عبد الله الأمير المهدوي عبد الله أبو سن (الأخ الأصغر لعوض الكريم) علي البقاء مع عائلته الصغيرة في أمدرمان. غدت أرض الشكرية الغنية “سلة غذاء” الدولة المهدية، بينما خبا نجم القبيلة. عين الأمير عبد الله ملازما للأمير محمود ود أحمد في معركته ضد كتشنر في أتبرا و التي انتهت بإنتصار كتشنر في أبريل من عام 1898/ 1315. و خلافا لمصير قائده، فلقد نجح الأمير عبد الله أبو سن في الإنسحاب إلي القضارف حيث انضم لقائدها الأمير أحمد فضل و الذي واصل النضال ضد الغزاة حتي بعد استيلائهم علي أم درمان. بعد مقتل الخليفة عبد الله وجد عبد الله أبو سن نفسه في حل من ولائه للمهدية فأعلن استسلامه للمنتصرين في عام 1902/ 1320 واعترف به الحكم البريطاني المصري كناظر لقبيلة الشكرية. عند موته في 1923/1341 خلفه إبنه الأكبر عوض الكريم .